zhang62_Hugo HuGetty Images_PBOC Hugo Hu/Getty Images

لماذا تقاعست الصين عن إنقاذ اقتصادها؟

شنغهاي ــ سَـجَّـلَ الطلب الإجمالي في الصين ضَـعفا ملحوظا على مدار السنوات الثلاث الأخيرة. بالإضافة إلى التأثيرات الباقية المترتبة على سياسة مكافحة مرض فيروس كورونا في الصين، تراجع أيضا ثِـقَـل البلاد بفعل انخفاض الطلب العالمي. فقد انخفضت الصادرات بنحو 14.5% على أساس سنوي في يوليو/ تموز، وهذا يتناقض بشكل صارح مع نمو الصادرات المسجل في يوليو/تموز 2022 بنسبة 17.2%. في ضوء هذه الضغوط الانكماشية، كان عزوف الحكومة عن الإعلان عن حزمة تحفيز ضخمة، كما توقع كثيرون، سببا في إصابة المراقبين الأجانب والصينيين بحيرة شديدة.

برغم أن قادة الصين على دراية بالتباطؤ الاقتصادي الجاري بكل تأكيد، فإنهم ربما يُـقَـدِّرون أن خطر عمليات الإنقاذ قد يكون أسوأ من خطر التقاعس عن التحرك. أو ربما يتحلون بقدر أكبر من الثقة في قدرة الاقتصاد المحلي على الصمود في مواجهة الركود العالمي ويعتقدون أن الاقتصاد سيتعافى بسرعة من تلقاء ذاته.

بغض النظر، يبدو أن الصين اختارت عدم اتخاذ مزيد من الإجراءات. في واقع الأمر، تواجه الصين حاليا عقبات كبرى تحول دون أي تدخل اقتصادي إضافي. ذلك أن تراكم الديون الهائلة، وخاصة بين الحكومات المحلية، لم يترك للصين سوى حيز محدود للمناورة. علاوة على ذلك، أصبحت البيئة الخارجية غير مواتية للصين على نحو متزايد منذ عام 2018 على الأقل، وقد فرض هذا تحديات لم يسبق لها أن واجهتها طوال السنوات الأربعين الأخيرة.

https://prosyn.org/2W5KWgXar